قدرتكِ على التحول تنهكني، تجعلني أحلم من جديدٍ بكِ، عشرة أيامٍ لا أحلم بشيءٍ سواكِ، اتصالي بكِ عند الثمالة لم يأتِ بنتيجة، ولا لقاؤكِ في اليوم التالي لمسح غرابة الثمالة، كل شيءٍ حولي ينده باسمكِ بطريقة غريبة، والصور تتوالى على رأسي كفيلم يعود إلى بدايته، أقلق، أخاف من قدوم اللحظة التي سيبدأ فيها من جديد، والغرابة تستمر، تسيطر على عاداتي، توقفتُ عن أكل الكثير من الأطعمة القديمة، ليس منطقياً أن تكون ذكراكِ مرتبطة بالكثير من الطعام، ليس أمراً مقبولاً أن تكفي عن كونكِ جزءاً من قلبي ولكن تستمرين كجزءٍ من معدتي.
قدرتكِ على التطور تنهكني، تجعلني أرتبك أمامكِ من جديد، تجعلني أخاف أن أتوقف عن كوني ندكِ، لأتحول إلى تابعٍ لكِ، عبداً مدمناً يسقط في الإنهاكِ عن ابتعادكِ، عشرة أيامٍ لا يواسيني شيءٌ سواكِ، وذاك التطور المادي الذي حصل يربك ذراتِ جسدي، ينتج المئات من الجسيمات الجديدة، وأخاف أن يستمر هذا الاضطراب لحدٍ يجعلني أتبع قوس قزحٍ لا نهاية له، أتبع الواناً براقة ليست سوى أمراً مؤقتاً سيرحل مع قدوم الليل وسقوط المطر التالي، قد يكون علي أن أعتاد على ذلك المنظر المضحك، على التشابه غير العادل بين الأمور ونفسها، وربما أستطيع أن أتقبل يوماً ما حقيقة أنكِ الجزء التالي من مغامرتي الحمقاء.
قدرتكِ على الاختفاء تنهكني، تجعلني أتخبط أمام اختفائك من جديد، عشرة أيامٍ لا أشتهي امرأة سواكِ، وتتلاشين كعادتكِ المقيتة دائماً، ولا أدري، إن كان ذلك إشارة من القدر إلى ضرورة الرحيل، أم إشارة منكِ إلى ضرورة البقاء، أم إشارة مني إلى ضرورة مسح آثار الخطيئة عن عنقي، ويبدو الخروج منكِ مستحيلاً، مؤامرة بينك وبين كل ذراتِ الهواء التي أتنفس تمنعني عن كل شيءٍ، تمنعني عن ضغط سوى حرف اسمكِ على هاتفي، وضغط لساني عن النطق باسمكِ، أمنع نفسي كل يومٍ عن الترقي، عن الانعتاق من ألمي القديم، ممتع هو ألمكِ، ولكن الحماقة هي الاعتقاد بأن شيئاً كالألم قادرٌ أن يكون ممتعاً إلى الأبد، لا شيءَ يبقى ممتعاً إلى الأبد حولي، خصوصاً الألم.
قدرتي على التحمل تنهكني، تجعلني أفقد أدنى إحساسٍ بالخديعة، عشرة أيامٍ لا أرمي القذارة على أحدٍ سواي، وأبتلع كل شيءٍ من حولي كإسفنجة لم تعرف يوماً من الراحة، ويتصاعد الألم كبركةٍ لا تكف عن ابتلاع كل قطراتِ المطر، أتهرب من قطع اليد المريضة، أتهرب من بتر الخوف الذي يتراكم في جوفي، أنتظر الانفجار، أنتظر السقوط على الأرض صريع الكظم، أنتظر غيبوبة تبعدني عن كل الضجيج من حولي، توقظني في غرفة بيضاء، أرى وجوهاً متعبة من حولي، أسألهم أين أنا، وما هو الوقت، ويقولون لي أن عشرة أيامٍ قد مرت ولا أفعل شيئاً سوى التنفس، أنتظر استراحتي بفارغ الصبر، وقطناً أبيضاً يبعد شياطين النساء عني.