أفلا تعلمين؟
أفلا تعلمين؟
أن بقايا الضوء الخافت
سلبتني جوار اليقين
أسكنتني قصور جهلي
أفلا تعلمين؟
أني رسمتُ لأجلك على أظافري بدماء قرباني
اسم الجنين
ذاك الذي سيحرث الأرض
ويبتلع بكفيه ضعفنا أجمعين
أم أنكِ اتخذتِ من الجهل برجاً
يقيكِ رؤية منكبي
ورائحة دماء المستضعفين
أول الحروف ميم
وآخر الحروف سين
بينهما يسير تاريخكِ
جاراً خلفه أذيال الحنين
******
أفلا تصمتين؟
كفي عن ترديد آياتهم العتيقة
عن تصديق أكاذيبهم الرقيقة
ذاك منزلٌ للخراف
لعقول لا معنى لها
تنتظر مبتسمة فصل القطاف
أفلا تصمتين؟
كفي عن إصدار أصواتٍ تهلل للربيع
فذاك اختطاف…
ليست نشوة أزلية تمنح معنىً للسرير
تلك ارتجاف…
تلك تاريخٌ طويلٌ من الخيبة
وذكرياتٍ ملؤها الشرق مختبئاً
تحت اللحاف
ذاك أسرٌ بلا فداءْ
لا يسير إليه طائعاً
سوى الأغبياءْ
******
أفلا تهربين؟
رامية وراءكِ الفم الدامي
وتاركة كل الطريق
يسير بصمتٍ خلف أحلامي
مدبرة عن روعة السجن
معلنة ولاءً جديداً رُسم بحذرٍ
على قماش أعلامي
أفلا تهربين؟
متجاهلة صوت البكاء والنحيب
معلنة أنك ككل نساءِ الأرض
لديكِ حبيب
أنكِ عدتِ مطالبة بحقٍ سليب
أم أنه الذل بات يصنع دمنا
يرش السكر والزينة على آلات ألمنا
أم أنه الليل المهاجر بيننا
فقد المنبر وفقد الخطيب