سنقدم قرباناً جديداً لإله الشبق، سنطلب منه المزيد من النعم والبركات، سنقدم له كل يومٍ خصلة من شعركِ، وبعضاً من الشعر المقتلع من لحيتي، سأطيل لحيتي، سأحتكر بها منابع السعادة بين فتحات جسمكِ، وسأهرب كل يومٍ من الرومان القساة الذين يمنعون عنا هذا الدين الجديد، سأخترع العجلة لأجلكِ، سأطلب من الطرقات أن تصبح أكثر حناناً وسلاسة كي تسير عربتي بعيداً عن أيدي بيلاطس النبطي.
هل حقاً كان من صلب المسيح من الأنباط؟ هل حقاً كان عربياً؟ هل سنحمل أنا وأنتِ من الآن وزر اليهود في صلب يسوع الناصري رغم مئات أوزار الشهداء التي يحملونها اليوم من آثار دمائنا على التراب؟ لا لن أصدق تلك الأكذوبة، سأتهم الكيان الصهيوني بها، حتى تلك التي حصلت قبل أن يكون هناك كيان صهيوني، سأتهمهم بها كما يفعل كتاب التربية القومية المهترئ، وستكون ذمتي وذمتكِ بريئة كالأسماك.
سعادتكِ الزائدة عند حضوري باتت مقلقة، مريبة، ورغم ذلك ما زالت ممتعة، تشد بعض الأوتار الماكثة قرب رئتي إلى الأعلى، تسمح لي للمرة الأولى أن أسقي بذرة الغرور في داخلي، أن أخرج من حدود المرآة، وأجبر العالم كاملاً بدل المرآة أن يقول أنني أفضل رجلٍ في العالم، لا بأس إن أجبر على ذلك، لقد أجبر قبلاً على الموت في سبيل أشخاصٍ لا يطيقهم، ولا بأس هذه المرة إن أجبر على الاعتراف بحقيقة قد لا تكون صحيحة ما دمتُ لا أطلب من أحدٍ أن يموت لأجلي.
سعادتكِ الزائدة تضفي بعض اللون على لوحتي التي فقدت الألوان منذ أسابيعٍ قليلة، تجبرني على قول المزيد، وفعل المزيد، والأهم… الندم على المزيد، تتكاثر المخلوقات الأسطورية من حولي، ولا تكف عن التكاثر، وتحرضني على مزيدٍ من الشعور البدائي تجاه الأنثى التي تمثل بداية جديدة لتاريخ الجنس على الكرة الأرضية، تفتح الأبواب واسعة أمام طموحي المراهق، تفتح الأبواب واسعة، ملطخة بكثيرٍ من العسل.
ولو كذباً كلماتكِ تعذب الشرير في داخلي، ولو كذباً كلماتكِ، هناك ستبقى أحلامي، تهربي بعد قليلٍ من الوجد، تهربي من ملامح التداعي الحر، ومن كلماتكِ التي تهرب عاصية من فمكِ، هي البنات العاق لكلماتكِ، وهي التي ستكشف وجه الحقيقة رغماً عن العالم، رغماً عن الأزرقين المقيتين الماكثين قربك طوال الوقت، ولو كذباً… كلماتك أصابت كبد الحقيقة.