شوقي والغبار

شوقي لكِ يجتاح كل ما فيّ

يرسم حدوداً جديدة للجدران

فتحدها شفاهٌ وأصابع نحيلة

عناقٌ وحرٌ وقبلتان

شوقي لكِ ابتعد كثيراً عن المعقول

يعبثُ كعاهرٍ بممرات العقول

ويمارس على منطقيَ امتهان

تهرب صورتكِ لوهلة من مساماتي

أتصوّر للحظةٍ أنكِ مجرد هلوسةٍ

محض رغبةٍ قلبت حياتي

فأسيرُ بين رغباتي كمهرجٍ

يسير على حبلٍ دون اتزان

أعودُ بكِ إلى سريري

أبهج بذكراكِ صغيري

أتخيل القماش راحلاً

ويؤنبني فوراً ضميري

فلِيَ بقدسِ حُلمتكِ إيمان

عرّيتكِ من كل شيءٍ سوى الثياب

من القيء الذي يحيط بكِ

من البشر ومن الأرباب

جعلتكِ أمامي عارية من كل شيءٍ

من فكرة أنكِ إنسان

غرزتُ أظافري بلا رحمةٍ

مزقتُ إيقاع الدم في جوفكِ الصاخب

بشَعرِ يدي أغلقتُ كل المهارب

وسمحتُ لخوفكِ بالمرور مذعناً بالهزيمة

معترفاً أنه سبب المصائب

أصل السهد والهذيان

شوقي لكِ تجاوز بالعقم الحدود

وجعل الموت مجرد دمية في كفي

جعل النجوم بعض طلاءٍ أحمق

متناثر ببلادة على اهتراء سقفي

شوقي لكِ جعل الهدوء يلاطف عقارب الساعة

ويمحي الضجر عن الزمان

شوقي لكِ يمسحُ الغبار عن والدكِ

يزيل آثار التملق والركوع

عن كل أبناء البلاد النائمة

شوقي كالطعام لم يخضع لجوع

ويفتح الباب لمنتهى الأكوان

شوقي لكِ هو ليلةٌ أقضيها مع كأس الكحول

وورقٍ رخيصٍ يشدني حتى أقول

ذاك الكلام الذي لا تفهمينه

وتسمعينه من باب الفضول

كي تقولي في آخر الليل

اِنسَ الذي كان…

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية لتصلك أحدث المقالات فور نشرها

1 فكرة عن “شوقي والغبار”

  1. قرأت معظم تجاربك الأدبية ….. معظمها تحمل مزيجا من الجرأة و التحدي و الحماس . بعضها ميال إلى المبالغة و بعضها الآخر صادق …. يبدو لي كأنه نتيجة لانفعال عاطفي ما !
    في بعض منها تضارب ، و بعضها الآخر يدل على أنك ما تزال تبحث عن شخصيتك ككاتب .
    فيما يخص تجاربك الشعرية ….. اعتقد أن تجاربك في الشعر لم تبلغ من النضج ما بلغته الأدبية منها …. و لكن هذه التجربة بالذات كانت ذات الأثر الأكبر في نفسي
    ننتظر منك المزيد …….. بالتوفيق.

التعليقات مغلقة.