حتى يعود

ما زال هنا..

يسير كالمجانين بيننا

ما زال حذاؤه يزعج صمت الطريق

بنطاله، قلادته، سواره

حقيبته ومعطفه العتيق

ما زال حاملاً آلة التصوير

يسرق كل شيءٍ بعدسةٍ

يسرق حتى صوت الصفير

لم يرحل ذاك الصغير

لم تنتهي بعد زجاجة الماء في يدهِ

لم يكتمل بعد الحلم في غدهِ

ولم يخبرني بعد لماذا ترجّل

عن جدران الزمن السخيف

لم يخبرني كيف يبقي

رغم الألم وجهاً لطيف

لم يخبرني بعد ذاك اللعين

لماذا أراد الرحيل بعيدا

لما اختار الذهاب هناكَ

وترك العالم بأسره وحيدا

أشعر بأنفاسه تراقب الورق

أشعر بها تخنقني

شعورٌ يشبه الغرق

أشعر بيديه تتلاعبان بالقلم

أغمضُ عيني للحظةٍ

يعود إليّ شعور العدم

ورغم السماء ورغم كل الآلهة

لم يمت… وعليها الندم

عليها تقديم اعتذار

للبشر وللأشجار

عليها التندم ودفع الثمن

العودة بنا رغم الشمس

بعيداً بعيداً خلف الزمن

حتى يعود

وتختفي دمعتيَ الحقود

ويكتمل مجدداً

بابتسامته هذا الوجود

30/5/2012

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية لتصلك أحدث المقالات فور نشرها