سيدي المبجل
أسعفني إلى أقرب حقل أو ساقية
خذني إلى أقرب فضاءٍ تحتله أصوات الطيور
أرجعني ألف سنة في الزمن
أنجدني من هذه الأيام المجعدة
…
سيدي المبجل
خذني إلى قبر ساكن
لا يهم إن كان يحمل اسمي
ما دمتُ غير مضطر للنهوض منه
وإلقاء التحية على الطرقات المزدحمة كل صباح
خذني إلى أعراس الكائنات البحرية العارية
واتركني هناك أرقص معها حتى الصباح
فالإسمنت يسد رئتيّ
ومطاط العجلات يعيق حركة أطرافي
والشطآن السياحية تسلقني كدجاجة سيئة الطالع
…
سيدي المبجل
هذا الذي يسمونه نجاحاً
معسكر اعتقال
ونهاياتهم السعيدة
إعدام لا يفسد أمسية أحد
مجزرة دامية
يُقتل الحب بأقساط القروض
تُقتل الأحلام بآلام الروماتيزم والتهاب المفاصل
وتُداس الذكريات بأحذية الصورة المعدّلة
أما من بطل أسطوري أو ديكتاتور صالح
يزيل كل هؤلاء الجزارين عن وجه الأرض
وينظف أحلامي من الإعلانات الرخيصة؟
أما من رجل أو امرأة أو فكرة
تخلصني من الإدمان على دخان العوادم؟