بعيداً عن كل الأمور، لم يتغير شيءٌ بيننا، لا شيء اختلف، مازال كل شيء كما لو أن خزانة مغلقة عليه بإحكام، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم لم يتجرأ أحدٌ حتى على قرع باب الخزانة.
لم يتغير لون شعرة واحدة من رأسكِ، والأمر ذاته بالنسبة لرأسي، اللون الوحيد الذي تغير هو لون العالم من حولي، تلك الصورة التي تصبح أكثر سواداً كل يوم، أكثر قتمة وأقل سماحاً للضوء بالنفاذ، رغم ذلك الكون المظلم من حولي إلا أن لون شعركِ لا يتغير، دائماً نفسه، أياً كان الظلام الذي أراكِ فيه، لون عينيك يتغير آلاف المرات كل يوم، يتنقل على قوس قزح كما يشاء، لكن لون شعرك ثابت كالجبال لا يتزحزح.
بعيداً عن كل الأمور، ما بيننا لم يتغير، وأكاد أكون واثقاً أنه لن يتغير، لن يختلف الأمر في الغد عن الأمس واليوم، كنا أصدقاء ومازلنا أصدقاء وإلى الأبد سنبقى أصدقاء، ستتزوجين وربما سأتزوج، ستسافرين وسأسافر، ولكن حين نعود من زواجنا وسفرنا ونتكلم ونلتقي سنكون على حالنا؛ مجرد أصدقاء، مجرد تسوية تافهة بين القلوب، مجرد هدنة تلتزم بها كل الأطراف دون أن ترغب بها.
للمرة العاشرة أكتب عنكِ، وللمرة العاشرة تقرئين، تعرفين بكل وضوح أنكِ المعنية في ما أكتب، لسببٍ ما تتهربين من طردي من حياتكِ، تتهربين من الوقوف في وجهي وكبح طموحاتي العشقية، كفاكِ خبلاً، أعلم أنكِ تعلمين، وأعلم أن هذه السطور ستمر كملايين السطور التي مرت قبلاً، دون تعليق ودون إعجاب أو انزعاج، لكن لكِ شيءٌ واحدٌ تقومين به دائماً، إخباري بأنكِ قرأتِ، حسناً اقرأي..
قبل أن تقرأي وبعد ذلك لن يتغير شيء، لن تختلف الأشياء عن ماضيها، لكن لسببٍ ما كلي أمل أن يتغير شيءٌ ما أثناء قراءتكِ لهذه السطور، خلال الدقيقتين التي تستغرقها قراءة ما كتبتُ، فتلك المدة من الزمن تكفيني كي أسرقك لحظة من عقلكِ وأقول لكِ.. أحبكِ!!
حلاوتها في نهايتها
جميلة جداً
رائعة جدا.. هناك أشخاص يمرون في حياتنا ربما بذكريات مؤلمة و لكن لا نستطيع تناسيهم أو حذفهم، فهم لطالما كانوا جزء من حياتنا و مرآة لمشاعرنا و جزء من شخصيتنا مهما تقلّبت .