إنني محاطٌ بالرغبة الدائمة في الكتابة، منهكٌ من كثرة ما أحتاج أن أكتب، وندرةِ ما يستحق أن يُكتب من هذه المهزلة العظمى، إنني مفككٌ بين واقع أعجز عن الاتصال به اتصالاً تاماً، ومسرحية طويلة تتقافز فصولها من رأسي آملة أن تحط على ورقة أو لوحة مفاتيح، نحن مجرد نسخٍ مادية عن أفكارنا، أملنا في ورقةٍ أن تمنحنا الخلود.
معظم الأشياء لا تكتب، فقط حصةٌ ضئيلةٌ من كل هذه الحياة يتسنى لها الخلود، ما هو الخلود سوى أن ينظر آخر كاتبٍ إلى آخر كتبهِ، ويلفظ أنفاسه مبتسماً؟
أذان الفجر باغتني، سيستيقظ النيام، ويخلد إلى السرير الكاتب الذي سهر حتى الصباح يحلم بالخلود.