إثر الوعي الذي أسست له سلسلة من الأفلام أخرجها بيتر جوزيف، تأسست سنة 2008 حركة زايتجايست العالمية، أكبر حركة عالمياً اليوم تطالب بتغييرات جذرية في أسلوب الحياة البشرية، ورغم الأعداد الكبيرة لأعضاء ونشطاء الحركة حول العالم، فإنها ما زالت تتعرض لتعتيم إعلامي يمنع وصول صوتها بوضوح.
كما كان لأعضاء هذه الحركة نشاطاً حول العالم، فقد كان للمنطقة العربية حصتها من هذه الأنشطة، سواءً إلكترونياً بشكلٍ أساسي، وبعض الأنشطة المتواضعة في بعض الدول العربية. معظم المقالات بالعربية تنطلق من المبادئ الأساسية للحركة في مناقشة شتى القضايا والعرض للمستجدات المرتبطة بها، ما يصعب على الكثيرين فهم ما هي حركة زايتجايست وما الذي تطالب به، ويسقط الكثيرون في الأفكار المسبقة عن الحركة، سواءً بوصفها طوباوية أو مستحيلة التطبيق. في ما يلي ترجمة بتصرف للمبادئ الأربعة الأساسية التي تبني الحركة أفكارها عليها، ويمكنكم دائماً متابعة الموقع العربي للحركة للمزيد من المقالات والترجمات والأبحاث الأكثر تفصيلاً.
العلم
المنهج العلمي يقوم على الشك واحتمال الصواب. فالعلم يهتم بالحصول على أقرب تقدير يمكن الوصول إليه بخصوص ما هي الحقيقة، وإذا كان هناك ما يعترف به العلم ويعمل على أساسه، فهو أن كل شيءٍ سيعاد النظر به عبر الزمن بظهور المزيد من المعلومات الجديدة. حركة زايتجايست تطالب بالتطبيق المباشر للمنهج العلمي في التفكير كطريقة لتقديم الحلول للمشاكل البشرية العالمية، كالفقر والجوع والحروب والأضرار الكبرى التي تصيب البيئة.
التكنولوجيا
المنجزات التكنولوجية، من عدة نواحي، كانت حتى الآن المحرك والمسبب الأساسي في تأمين ظروف رفاهية العيش التي نراها اليوم. ولكي نستفيد من إمكانيات هذه المنجزات التكنولوجية لا بد من أن نعتمد عليها في حل المشاكل البشرية العالمية، وفي تسهيل نشوء نظامٍ اجتماعي يؤمن رفاهية أكثر للأفراد وجهوداً أقل يبذلونها. حركة زايتجايست تؤيد استغلال آخر المبتكرات الحديثة في تكنولوجيا الطاقة المتجددة والأتمتة والحوسبة، للحصول على وسائل إنتاج ترقى لحاجات البشرية الأساسية حول العالم بالشكل الأمثل والأكثر قدرة على الاستمرار.
الطبيعة
الطبيعة تعمل وتتحرك وفقاً لما يدعى “قوانين الطبيعة” الخاصة بالكون. فهمنا لهذه القوانين ما زال محدوداً بالتأكيد، ولكننا نملك ما يكفي من الأدلة والمعرفة لنقول أننا محاطون بقوى ثابتة تملك منطقاً داخلياً متأصلاً وقابلاً للقياس. التاقلم مع هذه القوى والقوانين وإنشاء بنىً تحتية وفقاً لها، بإمكانه أن يؤدي إلى نجاة وديمومة حياة البشر والكائنات الأرضية الأخرى.
الاستدامة
عادة ترتبط كلمة “استدامة” بالمبتكرات التقنية الجديدة أو النظريات الاقتصادية، وفي دول العالم الثالث، بخطط التنمية الاقتصادية. ولكن رغم ذلك، ننسى أن نظامنا الاقتصادي – عالمياً – ما زال حتى اليوم يعامل موارد الكوكب على أنها لا نهائية، رغم الأدلة الكافية على أن الكثير من الموارد الأساسية لنظام حياتنا الاقتصادي أو البيولوجي على بعد خطواتٍ من النفاذ ومعها أسباب الحياة. معتقداتنا وقيمنا حتى الآن تمنع تطبيق المبتكرات التقنية الجديدة التي تؤمن استدامة هذه الموارد، ولا بد للحصول على استدامة حقيقة، أن نتجاوز مفاهيمنا المصطنعة، كالأعراق والطبقات والقوميات، وأن ندرك أن نجاتنا على المدى البعيد على هذا الكوكب تتطلب مجهوداً عالمياً للوصول إلى استغلال هذه الموارد عبر فهمٍ مشترك وإدارة تعاونية تهدف للاستدامة.
النص الأصلي بالإنجليزية هنا