قال الخليفة أبو بكر الصديق عن قس بن ساعدة الإيادي وخطبته في سوق عكاظ قبل البعثة النبوية وكان الرسول محمد حاضراً:
لستُ أنساه بسوق عكاظ على جمل له أوراق وهو يتكلم بكلام مؤنق. فقال حين خطب فأطنب ورغُب ورهُب. وحذر وأنذر. قال في خطبته: أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا. إنه من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آتٍ آت. مطر ونبات وأرزاق وأقوات. وآباء وأمهات وأحياء وأموات. وجمع وشتات. وآياتٌ بعد آيات. ليل موضوع. وسقف مرفوع. ونجوم تغور. وأراضٍ تمور. وبحور تموج. وتجارة تروج. وضوء وظلام. وبر وآثام ومطعم ومشرب. وملبس ومركب. ألا أن أبلغ العظات. السير في الفلوات. والنظر إلى محل الأموات. إن في السماء لخبرا. وإن في الأرض لعبرا. ليل داجٍ وسماء ذات أبراج. وأرض ذات رتاج. وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون. أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا هنا فناموا؟ أقسم بالله قسماً حقاً. لا آثماً فيه ولا حانثاً. إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه. ثم قال: تباً لأرباب الغفلة. من الأمم الخالية. والقرون الماضية. يا معشر إباد. أين الآباء والأجداد. وأين المريض والعوّاد. وأين الفراعنة الشداد. أين من بنى وشيّد. وزخرف ونجد. وغير المال والولد. أين من بغى وطغى. وجمع فأوعى. وقال أنا ربكم الأعلى. ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً وأطول منكم آجالاً وأبعد منكم آمالاً؟ طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم بتطاوله فتلك عظامهم بالية وبيوتهم خاوية عمرتها الذئاب العاوية، كلا بل هو الله الواحد المعبود ليس والد ولا مولود ثم أنشأ يقول في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابرأيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر.
رائع ياأستاذ مناف
هذا ملخص الحياة الدنيا
للله در ديمقراطية و تسامح العرب مع مخالفيهم في رأي و العقيدة و هم في معظمهم آنذاك وثنيون. أما اليوم و هم يدعون التوحيد يقتل بعظهم بعظا. مما يدل أن أسباب الطائفية وعدم التسامح الديني ظاهرة فارسية و غربية.