أنا الوباء، أنا استقامة الكون بين نهديكِ، أنا استحالة الماء خمراً على عتبات شفاهكِ، أنا العش الساكن، أنا الطيور الغائبة عنه إلى الأبد، أنا السكر واتصالٌ يليه، أنا النشوة والشعور بالذنب، أنا الخفايا التي تخرج دفعة واحدة تحت الماء الساخن، أنا انضباط الموسيقا المبتذلة وصراع الماء مع المياه على أرض الحمام الزلقة، أنا الحرمان.
أنا خفايا الليل، أنا الرسائل المحترقة على مذبح الخطيئة، أنا قربانٌ لا ذنب له سوى راعٍ انتحل الشهوة، أنا القناع مبتسماً، بل أسوأ، أنا القناع الذي يبكي، أنا العصيان والإدمان على المعصية، أنا الخوف من صوت طفلٍ أو مواء قطة عوراء، أنا الارتجاف خوفاً وعشقاً، دون حدودٍ بين تسبيح الرب وتمجيد الكبائر، أنا العناد.
أنا نهرٌ من الأحزان يقتحم طهر ساقيكِ، أنا بتولية الرهبان، واقتحام محارق الشهوة على شطآن الفقر والحرمان، أنا أنتِ، وبيني وبينكِ زمنٌ من الصراع مع الأشباح والأرواح والهامة، أنا إلهة الموتى، أنا البكاء والذكرى، أنا النسيان، أنا الرمادي الذي غاب عن البصر، وأنا – إذا شئتِ – ربٌ يغالب الإلحاد، أنا الكتمان.
أنا الواجب، أنا رائحة العبيد تغتصبٌ المشاجب، أنا كلماتي الأخرى، التي لم تكتب ولم تقرأ، أنا – هناك عميقاً بين زهو أحشائي – نبعٌ من العسل والحيض لا ينضب، أنا قضم الحلمة دون متعة، أنا حزن الثدي وحزنُ العنق، أنا التهام الثمر دون نشوة، ودون ارتعاش أمام هيبة القضبان، أنا فلكٌ بلا قبطان، أنا بحرٌ يتوه داخل مده بلا شيطان، أنا حياؤك الأجمل، وأنا عاشقٌ جن وشاء بكل رضاه أن يقتل، أنا أنتِ، مضافاً لكِ بعض البلاهة والتفاح والقنبس والعنبر، أنا الهذيان.
أنا بقايا جسدٍ، زهرة عذراء تناجي ربيعها الأول، أنا الأفضل، وأنا – إذا أهملنا استقامة الحقول وجنون القمح – ربيع فرجكِ الأول، أنا كتابٌ بين فخذيكِ، فارسٌ يمتطي جحود الرب، فلا نصرٌ ولا يقتل، أنا حكاية اسمٍ كُشفَ عنه قبل الاحتضار، أنا كلمة حبٍّ قبلت بأشد اختصار، أنا هوسي بكِ، أنا الانتظار.