هم لا يفقهون
هم لا يعرفون
يعتقدون أن الحب ما زال في مرحلة الطفولة
وأن المعارك بين الخلايا لم تحتدم بعدُ
وأن هناك لحديثنا حدود منطقٍ معقولة
هم لا يرون
ينسون أن يتحدثوا إلى الروائح
إلى المارد الذي يسكن عطركِ
هارباً من موت الأبطال على المسارح
هم لا يدركون
أن الذي بيني وبين يديكِ اكتمال
موازنة لانحراف الكون والآلهة
أكثر من اللازم عن حقيقة الجمال
هم لا يعبدون
ليس لهم دينٌ كذاك الذي أتبع
يتكلمون إلى الله خاصتهم ويفسرون
الانقباض رؤيا، لا يسمعون ما أسمع
هم لا يكرهون
يتحاربون ويدخلون رحى المعارك الشائك
لا يعرفون أن الموت شهيداً ليس سوى
السقوط باكياً في أحضان أعدائك
هم لا يأكلون
يلتهمون التراب بأشكالٍ عديدة
ويتركون ثمار الحياة بين جفنيكِ
تنتظرني في الليل بين أنغامٍ وحيدة
هم لا يتملقون
كلامهم الكذاب يخفي جزءاً من الحقيقة
مديح ظلّامهم ليس كمديح جلادي
ينبتُ من جذورٍ للصدام عتيقة
هم لا يقتلون
لهم جنينٌ يموت كل ثمانية وعشرين يوماً بلا دنس
جنيني يموت كل أسبوعٍ كمحاربٍ عتيقٍ
ركعتْ له الجبال وهو على ظهر الفرس
إنهم يتوهمون
يظنون أن الموت بين أكوام الرصاص شرف
لم يعهدوا موتاً بين أكوام الأسرّة
لأجل المتعة لا يحمل أي هدف
إنهم يتجادلون
في أمورٍ حسمها عنقكِ منذ جملة البداية
ويُثبتون أموراً سقطت سهواً من المنطق
يعيدون اختراع العجلات وبقية أدوات الهداية
إنهم يتساءلون
عني بين اليد والإصبع والقبلة الأخيرة
وبين جنون الليل المتنهي بالنكاح
وهروب ميتٍ من الظلام بأساليبٍ يسيرة
إنهم يهذون
وأنا مثلهم أهذي بكون يأبى أن يرحل
بحكاية لا تنتهي ولا تحترق صفحاتها
والأخيرة مخبأة في فصلها الأول