أخرج ذلك الصحن الكبير من داخل البراد، أنصت قليلاً كي يتأكد ألا أحد من عائلته مستيقظ، وضعه أمامه على تلك الطاولة الصغيرة الموجودة في المطبخ منذ وقتٍ طويل دون أن يفهم ما هي الفائدة المرجوة منها، أزال الغطاء البلاستيكي عن الصحن، لتظهر الحبات أمامه تتلامع، أخرج أولها، فكر للحظةٍ إن كان عليه غسلها في البداية ربما، ولكن لا؛ فلذتها تبدأ من الخارج، حتى الغبار العالق عليها له لذةٌ مميزة، تحمله إلى أعلى السحب وتعيده في ثوانٍ.
فجأة هجم عليه هذا الإدمان الجديد، شهران ولم يستطع التخلص منه، هذه الثمرة التي كانت أمامه منذ سنين لم يكن يفهم لماذا الآن بالذات قرر أن يتخذ فعلاً تجاه محبته لها، لم يفهم لماذا الآن بالذات قررت هذه الثمرة البهية أن تتواجد باستمرارٍ أمامه، أن تلاحقه أينما ذهب.
ظل يتأمل الحبة التي في يده، بدأت ترتجف حنجرته وهو يتنفس، كان شيءٍ في فمه قد بدأ يغضب، لماذا كل هذه الانتظار؟ هيا، كلها، لا تفكر مرتين، هي أمامكَ الآن وما من شيءٍ يمنعك عنها، أهلك نائمون، ولا أحد من أصدقائك هنا كي يشاركك إياها، كل ما عليه أن يفعله هو أكلها، أن يستمتع بمذاقها الذي سيدور في فمه، ويبقى عالقاً فيه إلى حين استيقاظه في الصباح.
فرق الأوراق العالقة على قمتها، أمسكها من هذه الأوراق، وأدخلها في فمه، أطبق أسنانه عليها حتى انتزع الأوراق منها بيده وباتت داخل فمه لا حول لها ولا قوة، قام بالمضغة الأولى، وانساب السائل المغري في داخلها ليغمر لسانه، توقف الارتجاف الذي كان يصل حنجرته، استرخى، وأطلق تنهيدة كي يخرج بعضاً من فائض المتعة التي كانت تغمره.
منذ وقتٍ قليل بدأ يفهم لماذا كانوا يستخدمون هذه الفاكهة بالذات كرمزٍ للجنس على القنوات الإيباحية التي كان يشاهدها عندما كان صغيراً حين يتركه أهله وحيداً في المنزل، فهم الآن المفارقة، كان ليلاً ينتظر نوم الجميع ويذهب إلى التلفاز كي يشاهد النساء العاريات، ويضاجعهن في خياله وفي الحمام وحيداً، واليوم بات ينهض في الليل وينتظر الجميع ليناموا كي يقوم بفعلٍ مغايرٍ تماماً يقوده لإطلاق التنهيدة نفسها، تنهيدة النشوة.
نظر أمامه، رأى أكثر من خمسين حبةٍ أخرى ما زالت بانتظاره، معظمها ما زالت صلبة، قليلة هي تلك الطرية التي خرج سائلها منها، معظم تلك الحبات الضعيفة كانت أمه قد فصلتها عن الباقين بانتظار أن تصنع منها المربى، ذلك أفضل، أخذ حبة أخرى، أكلها، وأخرى، وأكلها، لم تكن المتعة تقلُ ولا بمقدار ذرة كل مرة يأكل فيها، كان لا يدخل حبة في فمه حتى يتأكد من زوال التي سبقتها واستهلاكه لمتعتها حتى النهاية.
كان يكره الحبات الصغيرة، فقد كانت تترك مساحاتٍ قليلة في فمه لا تغمرها المتعة، مساحاتٍ قليلة لا تغمرها الشهوة نحو المزيد، فكر بالأمر الممتع في تناوله للفاكهة الحمراء، لو كان يمارس الجنس الآن لاستطاع الوصول إلى النشوة مرة، مرتين، في أفضل حالاته كعربي ثلاث مرات في اليوم، ولكن ها هو في ليلة واحدة سيصل للنشوة خمسين مرة.
بدأ اللون الأحمر يصبغ كفيه، وما حول شفتيه، قميصه الداخلي بات هناك الكثير من اللون الزهري يغمره، لم يكن يهتم بتلك الأدلة على جريمته، سيزيلها حالما ينتهي من ارتكاب الجريمة، بكل الأحوال كان مستمتعاً بفكرة إدمانه، كان يرغب من كل قلبه لو يكتشفه أحدٌ ما، لم يكن مسموحاً له أن يتحدث عن هذا الإدمان، ليس من أجله، بل من أجل تلك الثمرة التي ستمنع من القدوم إليه إن علم أحد.
بدأ يستمتع بالحالة التي وصل إليها جسمه، بدأ يسترخي، كما لو أنه قد أجبر بالفعل على ممارسة الجنس والوصول لنشوته ثلاثين مرة، لم يأبه، قرر أنه سيجهز على كل ما في هذا الصحن ولو كلفه الأمر حياته، ما من شعورٍ أجمل من هذا كي يحمله معه حين يرحل عن العالم، ما من شعورٍ أجمل على الإطلاق.
باتت يداه زلقتان الآن، مسحهما بقميصه الداخلي، وفهم حينها كيف كان يصل اللون الزهري إلى القميص، تابع، كل مرة كانت تزيد النشوة، كل مرة كانت تزيد المتعة، كل مرة كان يزداد شغفاً، حتى أنه بات لديه انتصاب الآن، كان الأمر غريباً، أن يشترك مصدرين مختلفين لنشوة واحدة بنفس الزمان، لا مكان لذلك المنتصب الآن، هذه الثمرة الحمراء تقوم بالمهمة كاملة دون أي تقصير.
عند الحبات الخمس الأخيرة من الثمرة بدأ يشعر بألمٍ في المعدة، كان سببه واضحاً، واضحاً بالنسبة له فقط، منذ كان صغيراً كان يرى الناس يقولون، و الشخصيات في المسلسلات والأفلام تقول، وشخصيات الروايات تقول، الجميع كانوا يقولون حين يعجزون عن تشخيص حالتهم على أنها حب أنهم يشعرون بألمٍ في المعدة، ولما وقع هو في الحب لأول مرة كان ذلك بالضبط ما شعر به، سأله صديقه الذي يكبره سناً كيف عرف أنه يحب هذه الفتاة، قال له “معدتي تؤلمني كل مرة أراها أو أفكر بها”، فأجابه صديقه؛ “أنتَ محقٌ إذاً، إنكَ تحبها”.
فهم الآن أنه قد وقع في حب هذه الثمرة اللعينة، ألم معدته منذ الآن سيراوده كل مرة يراها فيها، كل مرة يتذوقها، كل مرة يدخلها في فمه ويطحنها ويحيلها إلى معدته، خمسُ حبات بقيت من هذه السهرة العشقية، من هذا العشاء الرومانسي الذي فيه الوجبة الرئيسية هي الحبيبة نفسها.
قرر أن يخرج كل غريزتيه، الجنس والجوع، سوياً مع اقتراب انتهاء الليلة، تخلى عن الرقي الذي كان يأكل فيه الحبات الخمس وأربعون الأولى، التهم الخمس الأخيرات دون أن ينتظر انتهاء الأولى كي يدخل الثانية في فمه، لم يكن يزيل الأوراق، لم يكن يمضغ، كل ما كان يهمه أن ينتهي كل شيءٍ بسرعة، كما في الجنس عند اقتراب النشوة وعدم اكتراث المنتشي بالتعب أو بالمتعة، كل ما يريده هو أن يصل أسرع ما يمكن، وإلا فإن أعصابه ستتلف، وإلا فالعالم من حوله سينهار.
بقيت حبة واحدة، أخذها، وضعها في فمه، واستمتع بمضغها لدقيقة كاملة، لم يبقَ منها في فمه سوى تلك البذور الصغيرة التي تحتل كل مساحةٍ صغيرة منها، ابتلع كل شيء، وفقد الانتصاب الذي كان يزعجه منذ دقائق، شعر ببعض الحزن، فقد كان يعلم أنه لم تكن كما يظن الحبة الأخيرة، دائماً هناك حبة واحدةٌ من هذه الفاكهة لن يهدأ شغفه حتى يأكلها، فتلك أصلاً هي سبب إدمانه.
للأسف ما عندك موضوع تكتب فيه
ما عندك شي مهم ولا موضوعي ولا منطقي
عقلك بشهوتك فقط !!!
تضرب انته وبلوكتك المعفنة
بالمرة كتووب قصص جنسية وريح راسك !!
ليش عبتلف وادورر !!
مسكين انت مسكين
عايش الدور واكل كم بحالك مرتب
للأسف موضوع بقمة الإنحطاط الأخلاقي
لا أدب ولا تربية ولا حشمة بالكلام !!
كل الكلام إيحاءات جنسية وكلام بذئ
مفكر انه بالشهوات رح توصل لاكبر جمهور
غلطان يا عموو .. انت عايش بوهم كبير
اخالفكم جميعا فالقدرة على هذا التصوير الرائع بين الشهوة الجنسية والشهوة لتلك الفاكهة كان رائعا جدا
مناف …. بالتوفيق
مش أي كاتب بيقدر يخلي القارئ يوسخ “قميصة الداخلي” بعصير التوت لمجرد قراءة النص!
من أذكى النصوص اللي قرأتلك ياها مناف 🙂
غريب إنو المعلقين بيعتبروا الجنس قمة الانحطاط الأخلاقي
والشهوة رذيلة بتستدعي الغفران والتوبة .. حتى إنها بتستدعي الشفقة ..
هو الخوف، الخوف يا جبناء
الخوف هو الخطيئة الأولى مش توتة مناف ولا تفاحة حواء!
إنتوا وما حدا غيركوا، المسمار العالق بعجلة تطور المجتمع.