ترجمة المقال المنشور على موقع صحيفة الإيكونوميست في 5 أيلول 2013
ملاحظة المحرر: هذا الأسبوع، لإحياء الذكرى 170 لظهور العدد الأول من الإيكونوميست في الثاني من أيلول 1843، ستجيب هذه التدوينة على بعض الأسئلة المتكررة بخصوص الإيكونوميست ذاتها.
معظم الصحف والمجلات تستخدم خانة اسم الكاتب للتعريف بالصحفيين الذي يكتبون مقالاتها، الإيكونوميست، بكل الأحوال، لا تقوم بذلك. مقالاتها تفتقد لخانة التعريف وصحفيوها يظلون مجهولين. لماذا؟
جزء من الإجابة هو أن الإيكونوميست تحافظ على تقليدِ تاريخي تخلت عنه المنشورات الأخرى. المقالات الرئيسية تكون عادة غير موقعة باسم أحد في الصحف، ولكن في كل مكانٍ آخر انتشرت عدوى خانة التعريف (إلى حد أن بعض الصحف تضع صورة للكاتب على قصص إخبارية اعتيادية). تاريخياً، العديد من المنشورات طبعت مقالاتها دون خانة التعريف، أو موقعةً بأسماءٍ مستعارة – موضوع يستحق الكثير من الشرح القادم بحد ذاته – لتعطي الكتاب الأفراد حرية اتخاذ عدة أصواتٍ ولتمكن الصحف المبكرة من الإيحاء بأن فرقها التحريرية أكبر مما هي عليه في الحقيقة. الأعداد الأولى من الإيكونوميست، في الواقع، كتبت بالكامل تقريباً من قبل جيمس ويلسون، المحرر المؤسس، رغم أنه كتب بصيغة الجمع المتكلم [نحن].
ولكن إذ بدأ الأمر يصبح طريقة لشخص واحد أن يعطي انطباعاً بكونه أشخاصاً كثر، خدمت مجهولية الكاتب الوظيفة المعاكسة في الإيكونوميست: إنها تسمح للكثير من الكتاب أن يتكلموا بصوتٍ واحد. تتم مناقشة ومجادلة المقالات الرئيسية كل أسبوعٍ في اجتماعات مفتوحة لجميع أعضاء الفريق التحريري. يتعاون الصحفيون عادة في إنشاء المقالات. وبعض المقالات تتعرض للكثير من التحرير. وفقاً لذلك، تكون المقالات عادة من عمل عقل خلية الإيكونوميست، أكثر مما هي خاصة بمؤلفٍ واحد. السبب الرئيسي لمجهولية الكتاب، بكل الأحوال، هو الاعتقاد بأن ما يكتب أهم ممن يكتبه. بكلمات جيوفري كروثر، محررنا من 1938 إلى 1956، المجهولية تحافظ على المحرر بوصفه “ليس السيد ولكن الخادم لشيءٍ أكبر بكثير منه… إنها تمنح الصحيفة الدافع المذهل للفكرة والمبدأ”، الاستثناء الملاحظ لقاعدة إخفاء اسم الكاتب في الإيكونوميست، على الاقل في العدد الأسبوعي، هو التقارير الخاصة، أي مجموعات المقالات حول موضوع واحد والتي تظهر في الصحيفة كل شهر أو ما شابه. هذه يكتبها دائماً تقريباً كاتب واحد يظهر اسمه مرة واحدة، في تبويبة المقال الافتتاحي. حسب التقليد، فإن المحررين المتقاعدين يكتبون مقالات وداعٍ موقعة أيضاً باسمهم. ولكن المقالات المطبوعة تكون مجهولة الكاتب في غير هذه الحالات.
بكل الأحوال، يتم تطبيق قواعد مختلفة على موقعنا الإلكتروني. منذ عدة سنواتٍ مضت قررنا أن نبدأ باستخدام الأحرف الأولى في منشوراتِ مدونتنا، لتفادي الارتباك في مدوناتنا متعددة الكتاب (مثل الديمقراطية في أميركا، والتي تغطي السياسة الأمريكية). يمكن لصحفيينا أن يختلفوا بالرأي مع بعضهم البعض على مدوناتنا، لذلك نستخدم الأحرف الأولى لنمكن القراء من التمييز بين الكتاب المختلفين. لا تخلو هذه المقاربة من أخطائها (لدينا أربعة أعضاءٍ في الفريق لهم أحرف أولى هي “جي بي J.P.” على سبيل المثال) ولكنها الأفضل للتوفيق بين إخفاء الكاتب وخانة التعريف الكاملة، برأينا. كما نعرّف بصحفيينا حين يظهرون في المحتوى المسموع أو المرئي. وكثيرون منهم يغردون بأسمائهم الخاصة. إذاً فقد تسبب الإنترنت بالابتعاد قليلاً عن الحواف بخصوص سياستنا في إخفاء أسماء الكتاب، ولكن الافتقار إلى خانة التعريف بالكاتب ما زالت مركزية بالنسبة لهويتنا وجزءاً مميزاً من علامتنا.
ترجمة: مناف زيتون