أحب مارلين مونرو ومونيكا بيلوتشي وفاتن حمامة، لكن نادراً ما شاهدتُ فيلماً كاملاً لأي منهن، لا أحب الاستماع إليهن يتكلمن، لا أحب أن أتخيل أي منهن شريرة أو متعبة أو مرفوضة – لا سمح الله – من رجل.
ها هنا الأمر نفسه، قد لا ألتقطه، قد لا أمزقه بأسناني وأشعر بانشقاقه تحت ضغط أصابعي، قد أصطدم به يوماً ولا أعرفه.. لكن؛ يكفيني أن أعرف أن نهداً ما على سطح منزلٍ من منازل دمشق، يندفع خارج قفصه القماشي ليستحم بأشعة القمر، كل يوم يستحم بضوء القمر، يكتسب منه استدارته، ولكن أبداً لا تهزم أشعة القمر الفضية سمرته… تلك الشهوة اللانهائية لهزم السنين، تلك الرغبة الحارقة بصفع الماضي على مؤخرته وتصفية الحسابات ببراعة واختصار.
تقول أنها تحب أن تُرَاقَب أكثر من أن تُراقِب، فأشعر فجأة – أمام عطائها البصري – بالجميع يحملون أجسادهم كبقعة زيتٍ قميئة، يخفونها، يتفقدونها كل حين ليتأكدوا أن عارهم/أجسادهم مخفاةٌ كما يجب. أما هي، فكانت تحلق غير مكترثة، منحت جسدها للطبيعة بدءاً بأقرب كفوفها؛ الهواء، والآن تمنحه لأبعد أجرام الطبيعة الأرضية؛ القمر… تمر بكفيها على النهد ليسترخي، لتتسع مسامه وتستوعب القمر الذي ينسكب داخلها، وأنا أراقبها تلعن كل المعابد، وترتفع شيئاً فشيئاً حتى تحلق، وتفارق أصابع قدميها سطح منزل من منازل دمشق.
21 آب 2016
اجمل ما كًتبت !
حروف إلهية …..تلامس الروح بشغف وهنيئاً لها صلاتك القدسية ،بل ومازالت تلعن كل المعابد بكبرياء وتسترخي معلنة الليل وولادة قمر آخر ….بأشعة جديدة وحلّةٍ أخرى ….
“مجدولين “