من ديوان (عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة) لـ بابلو نيرودا (1904-1973) – ترجمة: مروان حداد – الهيئة العامة السورية للكتاب (2010)
من ديوان (عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة) لـ بابلو نيرودا (1904-1973) – ترجمة: مروان حداد – الهيئة العامة السورية للكتاب (2010)
أستطيع أن أكتب الأشعار الأكثر حزناً هذه الليلة.
أكتب مثلاً: “الليلة ملأى بالنجوم،
وترتعش الكواكب، زرقاً، من البعيد”.
رياح الليل تدوم في السماء وتغنّي.
أستطيع أن أكتب الأشعار الأكثر حزناً هذه الليلة.
أحببتها، وأحياناً هي أيضاً أحبتني.
في ليالٍ مثل هذه أخذتها بين ذراعيّ.
قبلتها مراتٍ كثيرة تحت السماء اللامتناهية.
أحبتني، وأحياناً أنا أيضاً أحببتها.
كيف لا أحب عينيها الواسعتين العميقتين.
أستطيع أن أكتب الأشعار الأكثر حزناً هذه الليلة.
أن أفكر بأنها ليست لي. أن أشعر بأني فقدتها.
أن أصغي إلى امتداد الليل، والأكثر امتداداً مع غيابها.
والشعر يسقط على الروح كما الندى على العشب.
ماذا يهم أن حبي لم يقدر على الحفاظ عليها.
الليلة ملأى بالنجوم وهي ليست معي.
هذا هو كل شيء. من البعيد أحدٌ يغني. من البعيد.
روحي ليس راضية بأني أضعتها.
وكما لأقربها مني تبحث عنها نظراتي.
قلبي يبحث عنها، وهي ليست معي.
في الليلة نفسها التي تبيض فيها الأشجار نفسها،
نحن اللذين كنا آنذاك، لم نعد كما كنا.
لم أعد أحبها، صحيحٌ، لكن كم أحببتها.
كان صوتي يبحث عن الريح كي يلامس سمعها.
ستكون لآخر. لآخر. كما كانت من قبل لقبلاتي.
صوتها، جسدها المضيء. عيناها اللا نهائيتان.
لم أعد أحبها، صحيح، لكن ربما أحبها.
كم هو قصير الحب، وكم هو طويل النسيان.
لأني في ليالٍ مثل هذه أخذتها بين ذراعيّ،
روحي ليست راضية بأني أضعتها.
ولو أن هذا هو الألم الأخير الذي تلحقه بي،
وهذه هي آخر الأشعار التي أكتبها لها.