منشور على موقع أنبوب.نت في 22-2-2016 تضامناً مع الروائي المصري أحمد ناجي
كانت تضع رأسها قرب رأسي وتنظر إلى قضيبي، تقول أنها تريد رؤيته كما أراه، وحين تنقل انهيارات الحياء بيننا إلى مستوىً جديد تحرص على النظر إلي، إلى استنساخ انطباعات وجهي عند استقبال الوافد الجديد.
أمرر أصابعي، أزلقها منتظراً الوصول إلى الرحم لأسرق بيضتها كثعلبٍ ماكر وأهرب بها. أكتشف الفندق الذي سأحط فيه حين تقبل، تمنعني من ولوجها، تقول أنها تحمل في حقيبتها دائماً قرصاً لمنع الحمل ما بعد الجنس، قالت أن ثمنه خمسة آلاف ليرة وأنها قد تقرر أن “تنكحني” في أي حينٍ ويجب أن تحتاط للأمر، لا تريد واقيات ذكرية، لا تريد قذفاً على السرير، تريد جنساً كاملاً، تريد أن “تنكحني”، هكذا تصف الأمر، وأصدق تماماً حين تصحح لي كيفية التعامل مع الحلمة أنني من يُنكح.
أنى لها كل هذه المزاجيات؟ تقول أنها مارست الجنس مع واحدٍ قبلي، وتبلغ بها الوقاحة إخباري أنها ما زالت تحبه، “بعصتني” قالتْ حين سألتها إن كانت تمانع “خروجي” مع أخريات، قالت أن السؤال غير ملائم وهي عندي، عصرتُ نهدها المطوي تحت القميص لأذكرها بطببعة السياق. أكاد أنساق لإغواء ساديتها، أكاد أرتاح لأسنانها تطلق الدماء من شفاهي وأدعوها لزيارة أضرحة أخرى. أكاد أنزلق كلسانها لإغواء كثرة العظام البارزة لقبضتي كي تحطمها، شعرها أحمر، تعترف أنها زائف، وحين ألوثه تقول “هذا جيد، هكذا يصبح أثقل”.
الأغبياء يدركون اختلافهم في تباين ألوان الفستان التي يرون، الأكثر غباءً – مثلي ومثلها – يدركون اختلافهم من خلال تمجيدهم للثقل أو الخفة، أنا أتوق للخفة، وهي تحب الثقل، قد يعود الأمر لكوني بدينٌ وهي نحيلة، وقد يعود لكوني ملاكٌ مكتنز من العهد القوطي يتوق للسماء، وكونها شيطانٌ مصفر الوجه توقاً لجحيمه العزيز، وبينما أندفع بقضيب منتصب وهمة عالية نحو الأعلى، وهي تهوي بأثداء مخجلة وأنفاس منقطة نحو الأسفل، ندرك الاختلاف ونستمر بالتحرك نحو بعضنا، الأسوأ أنها من يتجه للأسفل، وستسحقني قريباً على هذا السرير بالذات.
حين يمتنع الولوج يشتعل الفضول، وتتجول الأصابع بحثاً عن معابد محرمة للانتهاك، أدخلها حيثما تشاء، مرغ باتساخ إظفرك تقاسيمها وجثة الحياء التي تتعفن في مستقيمها، كالجمر سوي الحلمة بالثدي، لا تجرب العبث بجسدها فحسب، اعبث بعقلها، اجرح بأظافرك ما شئت، وإن انتفضت وصرخت “هذه حقارة”، أجب بكل ابتذال “وهو المطلوب” وتابع.
تشعل سيجارة كالرجال حين تنتهي، تدخنها وتفكر في أمور لا علاقة لها بالسرير كما يفعل الرجال، تمجد القبح مثل الرجال، أقول لها أنها جميلة، تقول بنفسٍ متقطع من ثقلي “إنها نطافك لا أكثر”، بواقعية مفرطة كجميع الرجال، أقول لها أن حبي لها سيجعل مني مثلياً، تجيب “لا، أحاديثك النسائية ستفعل ذلك”، أطفئ سيجارتي دون إنهائها وأرمي رأسي على صدرها، “أنتَ جميل، ما أبشع ذلك!َ”، أهز برأسي ويتشنج وجهي حزناً… كالنساء.