لسان الحال #2

1s1

“استمعتُ إليها تموت ببطء، كانت أكثر بؤساً من أن أنقذها”

الألف، أكره الحروف الطويلة، والجمل الطويلة، والمرأة الطويلة، حتى إنني أكره المضاجعات الطويلة، فلننهِ هذا الأمر بسرعة ونعد إلى طبيعتنا، لا مزيد من الألم، كنا نعرف أن المزيد لن ينفع، رغم ذلك تابعنا محاربة طواحيم الهواء، لسببٍ ما تغلبت طواحين الهواء علينا، أي منزلٍ هذا الذي يبنيه فرسانٌ تهزمهم طواحين الهواء؟

أقرب، لا يمكن أن أحتمل كل هذه المسافة، لا يمكن أن أتابع الحياة وكل هذا الفراغ حولي، أنا مجرد مخلوقٍ صغير، لا يمكن التعويل على حرية حركتي، اقتربي أكثر، لا تسمحي لهم بالتجول بيننا، لا أحد يريد غرباءً بالقرب من سريره.

“الآن أنا جالسٌ في الزاوية أبكي، إنه خطئي”

البديل الوحيد الممكن هو الفناء، إما الخلود أو الفناء، لا منطقة وسطى، لا جوائز ترضية، هزيمة أو نصر، أين يمكنني الذهاب إذاً؟ هل حقاً من الصعب علينا المكوث لمدة أطول في هذا العالم؟ حتى هذا القبح سنطرد منه؟

ألهمتني كلماتكِ، رغم أن معظمها نسخة محدثة عن ذاتكِ القديمة، لكن التجديد في صياغتها بدا ممتعاً، أكثر متعة من سؤالك عن العنوان، أتحمل بعض الحيل القديمة، أحرك عقارب الساعة عكس سيول الدماء، لا فائدة، الزمن يسير في اتجاهٍ واحدٍ فقط… ليس زمناً لولا ذلك.

هل تعلمين أنهم بنوا السور من جديد؟ هذه المرة لن نتمكن من زراعة الجزر في الحديقة الخلفية..

“داخل الغرفة كان لدي ثلاث ستراتٍ وسيجارة واحدة”

تتلاصق الجدران، لم يعد الأمر محسوماً، كل الاحتمالات قائمة، الحتمية التي تحكم حياتي تزيدني مللاً، لا يبدو أي شيءٍ ممكناً، لا يلوح أي تغيير في الأفق، يبدو الأمر أكثر سهولة حين تراه من زاوية أفقية، تبدو الأمور في تناغمٍ لا مثيل له، يبدو وكأن كل شيءٍ يحصل بالفعل لسببٍ ما، تعتقد لوهلة أن هناك علة لوجودنا.

لا تتململي، الرقص بعد قليل، بعد وهلة صغيرة من الزمن، سيكون عليكِ أن ترتدي بعض الثياب، وإن كنا لوحدنا، لا بد من احترام جهود العازفين الذين تسكن أرواحهم زوايا غرفتي، الجمل تصبح أطول من اللازم، أكثر تعقيداً، يبدو وكأن كل شيءٍ سينهار فوق أصابعي، أعجز عن التعبير.

“أمكِ كانت تصرخ، تذكركِ بالإله الذي ترفضين عبادته”

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية لتصلك أحدث المقالات فور نشرها