إن عدتِ

sky-drawing

سأرسم لكِ على الجدران كل الحيوانات التي تحبينها، حتى الإنسان سأرسمه على الجدار، سأوقظك كل يومٍ وأنا أغني أغنيتك المفضلة، سأتعلم عزفها على غيتار أو ربما على ساكسوفون من أجلكِ، وسأعيدها حتى أتقنها، سأكون متقناً لها لدرجة أنني سأتمكن من عزفها على الساكسوفون وغنائها في الوقت نفسه، سأهرب من كل ما حولي، سأستمتع بكل دقيقة معكِ، وسأقتل كل الذين يتصلون بكِ ويقاطعون كلماتي المتدقفة كالنهر الجاري عند تأملي عينيكِ المتعبتين.

سأترككِ ساهرة كل يوم بقرب رأسي، سأهمس لكِ كل يومٍ قبل نومكِ مئة قصيدة، وحين تنامين سأهمس مئة قصيدة أخرى كي تحسن من الصور في أحلامكِ، تلك التي ستذكرينها في اليوم التالي وتلك التي لا تذكرينها، سأبحث عن كل الروائح التي تذكركِ بأجمل أوقاتكِ، وأقوم بنثرها بانتظامٍ حولكِ أثناء نومكِ، سأجعل من ساعاتِ نومكِ – دون علمكِ – استراحة تعود فيها كل الذكريات الجميلة، وتتشكل في أحلامكِ في أشكالٍ جديدة، تتضاعف وتتكاثر بلا حدود كوحيدات خلية.

سأسمعكِ، سأسمع كل شيءٍ تقولينه، مهما كان مملاً، سأسمع نميمتكِ عن صديقاتكِ وحبيبكِ وأمكِ وكل أسرتكِ، سأهز برأسي، لن أتظاهر بالاستماع لكِ، سأكون فعلاً مستمعاً لحديثكِ ولن أهتم بالملل الذي يحويه، لن أهتم بالأخطاء العلمية التي ترد عند وصف العالم من حولكِ وعند وصفكِ لنفسكِ، لن أهتم بأنكِ تؤمنين بالعين والحسد، لن أهتم بأنكِ تعتقدين أن باولو كويلو حاصل على جائزة نوبل، لن أهتم باعتقادكِ أن عشرين كتاباً هي الكثير من الكتب.

سأعتني بكِ كما لم يفعل رجلٌ من قبل، سأكون ثاني أفضل رجل اعتنى بكِ بعد الطبيب الذي أخرجكِ من جحيم رحم أمكِ، سأمنع عنكِ كل الأمراض، سأستنشق الهواء قبل أن تتنفسيه كي أبتلع كل الفايروسات والجراثيم ولا تصابي بأي مرضٍ بسببها، سأقتل كل الحشرات والقوارض والبشر على نطاق ثلاثة كيلومتراتٍ منكِ، سأقتل كل شيءٍ، حتى إنني قد أقتل نفسي، أو ربما سأعودكِ على جسدي كي تكوّني مناعة منه ولا يتسبب لكِ بأذية، إلا تلك التي قد ترغبينها.

سوف أفعل أموراً كثيرة، إن عدتِ… سأفعل أكثر بكثير من تلك الأمور، إن عدتِ.

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية لتصلك أحدث المقالات فور نشرها