الفزاعة (قصص قصيرة)

لقد افتقدنا… الفزاعة الأولى

هذه القصة كتبت في العام 2007، كانت من أولى محاولاتي القصصية، لسببٍ ما اخترت هذا الموضوع ليكون قصتي الأولى في مجموعة الفزاعة، رأيت فيما بعد أن مستواها الأدبي أقل من أن تنشر، وهكذا بقيت على حاسوبي لأكثر من خمس سنوات، ولكن اليوم بالذات حصل ما يجعلني مجبراً على نشرها، فقط كي أذكر الجميع وأولهم أنا

هذه القصة كتبت في العام 2007، كانت من أولى محاولاتي القصصية، لسببٍ ما اخترت هذا الموضوع ليكون قصتي الأولى في مجموعة الفزاعة، رأيت فيما بعد أن مستواها الأدبي أقل من أن تنشر، وهكذا بقيت على حاسوبي لأكثر من خمس سنوات، ولكن اليوم بالذات حصل ما يجعلني مجبراً على نشرها، فقط كي أذكر الجميع وأولهم أنا

خطة هروب

لا بد من وجود مخرج، لا بد من أن أستطيع الهروب من هذا المكان المقزز الذي تركوني فيه، كل يوم يقولون لي أنني سأقضي فيه القليل من الوقت، ولكن هذا “القليل من الوقت” يمتد ليصبح أكثر من ست ساعات، لا بد من سببٍ ما يجعلهم قادرين على خطفي لكل ذلك الوقت، أمي أوصلتني لهنا، وبقيت

لا بد من وجود مخرج، لا بد من أن أستطيع الهروب من هذا المكان المقزز الذي تركوني فيه، كل يوم يقولون لي أنني سأقضي فيه القليل من الوقت، ولكن هذا “القليل من الوقت” يمتد ليصبح أكثر من ست ساعات، لا بد من سببٍ ما يجعلهم قادرين على خطفي لكل ذلك الوقت، أمي أوصلتني لهنا، وبقيت

المشهد الثالث عشر…

الصــــــــــــورة: هو جلس على كرسيه ذو العجلات خلف مكتبه ويديره إلى جانبه، رأسه بين كفيه، شعره طويلٌ يتدلى فوق كفيه ووجهه. على صحن السجائر سيجارة غير مشغلة تنتظر، بقربها ساعة يد سوداء وكاميرا سوداء منزوعة الغطاء وموصولة بالحاسوب الذي أمامه.

الصــــــــــــورة: هو جلس على كرسيه ذو العجلات خلف مكتبه ويديره إلى جانبه، رأسه بين كفيه، شعره طويلٌ يتدلى فوق كفيه ووجهه. على صحن السجائر سيجارة غير مشغلة تنتظر، بقربها ساعة يد سوداء وكاميرا سوداء منزوعة الغطاء وموصولة بالحاسوب الذي أمامه.

أختي نور

كانت تجلس على السرير وقطعة القماش تلك بجانبها، لم أتوقع يوماً أن يصل هذا التقليد – أو أياً كان اسمه – إلى منزلنا، لم أعلم يوماً منها الإيمان أو الالتزام الديني، ولم أعلم أبداً من أهلي ذاك الخضوع المفرط للفزاعة. كانت أختي وحيدة في المنزل تلخص إحدى مقررات الجامعة حين رن هاتفها… “في المنزل أنتَ؟

كانت تجلس على السرير وقطعة القماش تلك بجانبها، لم أتوقع يوماً أن يصل هذا التقليد – أو أياً كان اسمه – إلى منزلنا، لم أعلم يوماً منها الإيمان أو الالتزام الديني، ولم أعلم أبداً من أهلي ذاك الخضوع المفرط للفزاعة. كانت أختي وحيدة في المنزل تلخص إحدى مقررات الجامعة حين رن هاتفها… “في المنزل أنتَ؟

وشاح

كنتُ في أحد الأيام أسير في السوق، وكنتُ هناك أمرّ فقط، فأنا لم أكن يوماً من هواة التسوق، وحين أصل إلى الدرجة القصوى من الحاجة إلى الملابس أذهبُ وأشترِ أول بنطال يناسبُ “كرشي” وأعود. ولكن في ذلك اليوم كان السوق – على الرغم من كونه مملاً كالمعتاد – يحمل لي أموراً لم أعلم أنها قد

كنتُ في أحد الأيام أسير في السوق، وكنتُ هناك أمرّ فقط، فأنا لم أكن يوماً من هواة التسوق، وحين أصل إلى الدرجة القصوى من الحاجة إلى الملابس أذهبُ وأشترِ أول بنطال يناسبُ “كرشي” وأعود. ولكن في ذلك اليوم كان السوق – على الرغم من كونه مملاً كالمعتاد – يحمل لي أموراً لم أعلم أنها قد

خلف الجدار

كان فادي من أصدقائنا المفلسين دائماً، دائماً كان يتحجج بأنه لا يملك “فراطة” كي نعطيه أجرة الباص إلى منزله، كنا نعرف أنه لا يملك الكثير من المال، ودائماً نحاول أن نذهب إلى أماكن رخيصة بوجوده كي لا نكلفه الكثير وكي لا يتوقف عن الخروج معنا. إلى أن أتت عدة أسابيع لم نعد سمع عنه شيئاً،

كان فادي من أصدقائنا المفلسين دائماً، دائماً كان يتحجج بأنه لا يملك “فراطة” كي نعطيه أجرة الباص إلى منزله، كنا نعرف أنه لا يملك الكثير من المال، ودائماً نحاول أن نذهب إلى أماكن رخيصة بوجوده كي لا نكلفه الكثير وكي لا يتوقف عن الخروج معنا. إلى أن أتت عدة أسابيع لم نعد سمع عنه شيئاً،

ملابس الميلاد

كانت تجري وتسبق والدتها التي كانت ما تزال تغلق باب السيارة البيضاء، وقفت الطفلة البريئة أمام الباب تقفز كقطةٍ تنتظر قدوم صاحبها، كانت فرحة كأي طفلةٍ بيروتيّة تنتظر عيد الميلاد بشغفٍ بملابسها الجديدة التي اشترتها، وصلت أمها إلى الباب وفتحته ودخلتا إلى المنزل، استمرّت بالسير والقفز بابتهاج حتى وصلت إلى غرفة الجلوس، هنا توقفت عن

كانت تجري وتسبق والدتها التي كانت ما تزال تغلق باب السيارة البيضاء، وقفت الطفلة البريئة أمام الباب تقفز كقطةٍ تنتظر قدوم صاحبها، كانت فرحة كأي طفلةٍ بيروتيّة تنتظر عيد الميلاد بشغفٍ بملابسها الجديدة التي اشترتها، وصلت أمها إلى الباب وفتحته ودخلتا إلى المنزل، استمرّت بالسير والقفز بابتهاج حتى وصلت إلى غرفة الجلوس، هنا توقفت عن

لما الرفاعي

ذلك النهار… كنتُ أسير متجهة إلى أمام مكان عمله منتظرة أن يلاقيني في منتصف الطريق، اتصلت به لأخبره أنني أقترب، قال لي أنه بانتظار صديقة يريد أن يعرفني عليها، تابعت سيري ولم أهتم كثيراً بالأمر، وصلتُ قريباً من عمله… وكان واقفاً هناك مع فتاة نحيلة، متوسطة الطول شقراءَ الشعر، خضراء العينين. لم أشعر بالغيرة منها

ذلك النهار… كنتُ أسير متجهة إلى أمام مكان عمله منتظرة أن يلاقيني في منتصف الطريق، اتصلت به لأخبره أنني أقترب، قال لي أنه بانتظار صديقة يريد أن يعرفني عليها، تابعت سيري ولم أهتم كثيراً بالأمر، وصلتُ قريباً من عمله… وكان واقفاً هناك مع فتاة نحيلة، متوسطة الطول شقراءَ الشعر، خضراء العينين. لم أشعر بالغيرة منها