لسان الحال #4

4

“هل رأيتِ الحادث في الخارج؟”

ليست مجرد عملية تولد من رحم الطبيعة، تلك ليست حديثة الولادة، هي عراك على السعادة، تحطم نقاط التماسك الأخيرة في جسدكَ على حروف كلمة، هل أثارتكِ من قبل كلمة؟ أم أنكِ مثل كاميرا عتيقة تخزنين ما ترين وتسمعين في ذاكرتك الكئيبة؟ لا أقصد التهجم، ولكن متى كانت آخر مرة أثارتكِ فيها كلمة؟ نحن جيل الأفلام الإباحية، كل مخيلاتنا تعرضت لإعدامٍ جماعي مع أول ثديٍ على قناة إيطالية، هناك فقدنا القدرة على الخلق، كم أشتاق لقدرتي على الخلق.

“أغلق عينيّ بصمت، وأحلم حياةً أفضل.”

من الأمور الغريبة قدرتنا على تمييز الأطفال، ألا يبدون جميعاً متشابهين؟ يبدون وكأنهم من عمل نفس الرسام أو مصمم الشخصيات الكرتونية، أنتِ تخافين الأطفال ربما، تكرهين كل الأمور المتشابهة، تكرهين الحياة الواضحة، تستلمين لأول مغامرة تصادفكِ، لا يهم مَن المغامرة، المهم المغامرة، وفي المساء ترتسم ابتسامة على وجهكِ، تقولين لنفسكِ “أنتِ تستحقين ما هو أفضل”، في الواقع أنتِ تسحقين ما هو أفضل، وتنامين بانتظار الظهيرة، تخرجين من قوقعتكِ بحثاً عن الأفضل الذي تستحقين، قد تجدينه يوماً، لكن لا تبالغي بالتفاؤل.

“الجدران كانت صامتة، لكنها تقول الكثير.”

عودي إلى السرير، تكلمي مع الوسادة، أخبريها كل الشتائم التي كتمتِ طول النهار، أخرجي اشمئزازكِ من البشرية جمعاء، كوني يائسة بوضوح لمرة واحدة، كوني الضعيفة غير الخجولة بفنائها، هي مجرد مرآة، لا يمكنها أن تخبر أحداً عما رأت، صافحيها لإبراز حسن النية في آخر السهرة.

لن أسرق الشارع من جديد، سأتشاركه مع البقية، لن أكون أنانياً للمرة الأولى في حياتي، سوف أؤجل قبلاتي لأتيح المساحة لقبلات الآخرين، الشارع ليس ملكاً لأحد، فقط المقبّل البارع يحوز فيه على بعض الشهرة والميزات.

“كان ظلاماً، لم أستطع رؤية دموعكِ.”

لم نعد وحدنا، جميعهم يريدون المزيد الآن، سأطالب ببقعة من الكون لا يشاركنا بها أحد، ستكون أرض الأحلام، أقسم إنني قد أبدأ ديناً جديداً كي أجدها.

“نحن ضائعان هنا، لا نعرف أين نذهب.”

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية لتصلك أحدث المقالات فور نشرها